سؤال قد يبدو صعبا وقد يبدو عند البعض فى غير محله ولكنه على أية حال مجرد سؤال لا يستعصى على الإجابة...السؤال هل من حق فخامة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي أن يمزح ؟! وهل من حقه بلغة الشباب أن يقلش؟! وهل من حقه بلغة السينما والمسرح أن يطلق الإفيه؟! أعلم أن الإجابات ستتعدد وتتباين فالبعض سيقول: أليس الرئيس إنسانا إذن من حقه أن يمزج ويقلش ويطلق الإفيه وسيضيفون أليس رئيسا للمصريين المشهورين بحبهم للمزاح والنكتة والقفشة والقلشة، وفى المقابل قد يقول البعض رئيس الجمهورية ليس إنسانا عاديا، وان منصبه الرفيع ومسئولياته الجسام تجعل كل أقواله وأفعاله تحت المجهر وموضع تحليل وتدقيق، وبالتالى فهؤلاء يرون أن على الرئيس أن يزن كلامه بميزان من ذهب ولا يمزح فى أمر من الأمور التي تهم الرأى العام وتؤثر تأثيرا بالغا على حياة الناس.
سبب السؤال والإجابات الإفتراضية ما كان خلال اليوم الثانى من الدورة السادسة لمؤتمر الشباب التى عقدت فى قاعة الإحتفالات الكبري بجامعة القاهرة عندما أطلق فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ضحكة مدوية ثم تحدث عن رقصة الكيكى ثم قال مهندس طارق (طارق الملا وزير البترول) ارفع سعر البنزين وما يهمكش ثم أطلق ضحكة مجلجلة أخرى وسط تصفيق وضحكات كل الحضور الذين فوجئوا بفخامة الرئيس يتحدث عن الكيكى (النزول من السيارة وهى تتحرك والرقص بجوارها ثم الصعود للسيارة مرة أخرى وهى تتحرك) رغم أن رقصة الكيكى هذه فيسبوكية ويوتيوبية أكثر منها على أرض الواقع فهى بكل المقاييس لا تعد ظاهرة على الإطلاق، إلا إذا اعتبرنا من يحاولون اللحاق بالاوتوبيسات يرقصون الكيكى ومن يدخلون فى جدل حول سعر البطاطس والدجاج والبانيه يرقصون الكيكى، ومن جعلتهم ضغوط الحياة يكلمون أنفسهم فى الشوارع يرقصون الكيكى....بالتأكيد ليس هناك أية إحصاءات معتبرة عن راقصى وراقصات الكيكى ولكن لنقل أن عددهم بالمئات فماذا يعنى ذلك من مجموع 100 مليون.
مزحة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الكيكى ورفع جديد لأسعار البنزين فى ظنى لم يضحك لها معظم الناس، بل إن البعض توجس منها خيفة ودعا الله ألا تكون مقدمة تمهيدية لرفع جديد لأسعار البنزين الذى يطال من يملكون سيارات على اختلاف أنواعها ومن يتدبرون أجرة الميكروباص وأوتوبيس النقل العام ومترو الانفاق، والذى يطال أسعار كل شيئ من أطعمة ومشروبات وملابس وخدمات وصولا الى سعر الدروس الخصوصية واجرة الطبيب... أخشى إذا ما حدث لا قدر الله رفع جديد لأسعار البنزين أن تصبح رقصة الكيكى ظاهرة عامة لمن يكلمون أنفسهم فى الشوارع ويتلوون من لهيب الاسعار التى ستجعلهم يتألمون من العيش فوق سطح صفيح ساخن.... ووقتها قد لا يملك أحد القدرة على الضحك أو المزاح أو القلش وقد يصبح العبوس الدامع سيد الموقف، وهو ما نسأل الله ألا يحدث وأن يديم على المصريين القدرة على التبسم.
---------------------------
بقلم: عبدالغني عجاج